لا شك أننا مع استكمال الاستحقاقات الوطنية لخارطة الطريق في سبيل تجاوز الوطن للمرحلة الانتقالية كخطوة هامة نحو استقراره ونهضته ورقيه .
ولا شك أيضًا أننا لن نسمح بتوظيف المنبر سياسيًا على الإطلاق ، غير أن ذلك لا يعني السلبية ، فعلى العكس نحن ندعو وبكل قوة إلى ضرورة المشاركة الإيجابية ، واعتبار ذلك واجبًا وطنيًا .
كما نؤكد على أن اختيار كل مواطن أو مواطنة يجب أن يكون اختيارًا حرًا لمن يراه الأفضل والأكفأ والأقدر على قيادة المرحلة الصعبة في تاريخنا المعاصر .
وأن ترك الأفضل والأكفأ مع العلم بذلك يُعد مخالفة شرعية وخيانة وطنية ، لأن صالح الدين والوطن معًا – وهما متلازمان لا ينفكان ولا يتعارضان – يقتضي أن تعمل لمرضاة الله ( عز وجل ) ، ثم لمرضاة ضميرنا الوطني في جميع اختياراتنا سواء أكان ذلك في الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية .
مؤكدين أن شراء الأصوات محرم شرعًا ، كما أن التلاعب بالعواطف الدينية من غير المتخصصين ممن ركبوا مركب الدعوة وتصدروا بغير حق لمجال الفتوى وهم غير أهل لهذا ولا ذلك يضر بالمصلحة الدينية والوطنية معًا .
ونحذر من السلبية التي لا يقرها دين ولا ضمير وطني ، فإذا أردنا أن نبني وطنًا قويًا فلابد أن يكون إسهامنا على مستوى الحدث .
وفي النهاية نؤكد على جميع الأئمة والخطباء أن يكون المنبر للدعوة إلى الله ( عز وجل ) بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يشاركوا كمواطنين بما يمليه عليهم ضميرهم الوطني ، دون أن يكونوا طرفًا في الدعاية لأي فصيل أو مرشح .
ونرجو تحري منتهى الدقة في أي أخبار تنشر عن الأوقاف أو علمائها في هذا الشأن ، علمًا بأنه لا يمثلنا في ذلك إلا موقعنا الرسمي للوزارة .